دكتور/ وائل حسنين

قسم جراحة القلب و الصدر ـ كلية الطب ـ جامعة الإسكندرية

بعد العملية

إن أدوية التخدير المستخدمة في عمليات القلب من أقل أدوية التخدير تأثيرا على القلب. و لما كان من الخطورة أن يشعر المريض بألم أثناء العملية، فيجب أن يستمر تأثير الأدوية حتى آخر العملية. و الأدوية المستخدمة تحتاج إلى وقت حتى ينتهي مفعولها. و لذلك فإن المريض يبقى تحت تأثير المخدر لبضعة ساعات بعد العملية. و ينقل المريض إلى العناية المركزة و يتنفس بمساعدة جهاز التنفس الصناعي حتى إفاقته التامة من التخدير. و أثاء إفاقة المريض و بعد ذلك يتم إعطاءه مسكنات للألم. و في بعض الحالات يستمر إعطاء المريض أدوية التخدير في العناية المركزة و يبقى على جهاز التنفس الصناعي لفترات تطول حسب حالته.

و في العناية المركزة تتم مراقبة المريض لحظة بلحظة، ويشمل ذلك انتظام دقات القلب و تغيرات رسم القلب و ضغط الدم و الضغط الوريدي المركزي و كمية الدم التي تخرج من أنابيب البزل و كمية البول كل ساعة و درجة الحرارة و غازات الدم و يتم كذلك إجراء تحليلات مختلفة للدم و كذلك عمل أشعة على الصدر و فحص بالموجات الصوتية عند الحاجة. و عند الحاجة يجرى للمريض نقل مشتقات الدم.

و بعد أن يقضي المريض يوما أو اثنين في العناية المركزة و بعد التأكد من استقرار حالته يتم نقله إلى العناية الانتقالية أو العادية. و تستمر هناك المراقبة الدورية للعلامات الحيوية و يبدأ المريض تدريجيا في العودة لنظام الغذاء المعتاد. و بعد عدة أيام يمكن للمريض الخروج من المستشفى بعد التأكد من استقرار حالته.

و بعد الخروج من المستشفى يبدأ المريض تدريجيا في العودة إلى نشاطه اليومي المعتاد. و عليه أن يتجنب خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد العملية أن يحمل أي أشياء ثقيلة. فبعد شق عظمة القص، يتم إغلاقها بواسطة أسلاك معدنية. و رغم قوة هذه الأسلاك فإنها معرضة للانكسار إذا حمل المريض وزنا ثقيلا قبل اكتمال التئام العظم.

و إذا مرت العملية بدون مضاعفات (و هو ما يحدث بوجه عام في أكثر من 95 % من الحالات) فإن المريض يستطيع أن يعيش حياته مثل الشخص الطبيعي و في حالة أفضل من حالته قبل العملية. و بطبيعة الحال يجب عليه الحرص على تناول الأدوية بانتظام و بالطريقة التي يصفها له الطبيب مع المتابعة المستمرة مع طبيب أمراض القلب على فترات يحددها الطبيب. و على المريض بعد عملية القلب (مثلما يجب على الشخص الطبيعي) أن يلتزم بنظام حياة صحي. و يشمل ذلك الامتناع عن التدخين و ممارسة رياضة أو حركة منتظمة تناسب حالته و كذلك تناول الطعام الصحي القليل الدهون و السكريات.

و مضاعفات عمليات القلب تحدث في نسبة قليلة من المرضى. و قد استطاع التطور الطبي الذي يحدث أن يقلل نسبة هذه المضاعفات إلى حد كبير. و هناك مضاعفات تكون في أغلب الأحوال بسيطة و لا تترك أثرا على المريض. و كمثال لذلك زيادة النزيف بعد العملية. و في هذه الحالة يتم إعادة استكشاف مكان العملية و البحث عن مصدر النزيف و إيقافه. أما المضاعفات الخطيرة فأهمها فشل عضلة القلب و مضاعفات الجهاز العصبي و قصور وظائف الكلى و الالتهاب العميق لموضع العملية. و رغم خطورة هذه المضاعفات فإن وسائل التعامل معها و اكتشاف علاماتها المبكرة يمكن أن تقلل من آثارها إلى حد كبير.