دكتور/ وائل حسنين

قسم جراحة القلب و الصدر ـ كلية الطب ـ جامعة الإسكندرية

عمليات الصدر

تجرى عمليات الصدر في أكثر الحالات عن طريق فتح جانب الصدر. و في الكثير من الحالات يمكن فتح جانب الصدر بدون قطع العضلات، مما يحافظ على الكفاءة الحركية للمريض. و يظهر الأثر الإيجابي للمحافظة على العضلات بصورة أوضح في الفترة الأولى بعد العملية. و هناك عمليات كثيرة يمكن إجرائها بواسطة منظار الصدر بدون فتح جدار الصدر. و نسبة قليلة من عمليات الصدر تجرى عن طريق الفتح الجزئي أو الكلي لعظمة القص. و يعتمد التشخيص قبل عمليات الصدر في أكثر الأحوال على الأشعة العادية و الأشعة المقطعية و منظار القصبة الهوائية. و في هذا الجزء من الموقع أعرض أهم مجالات عمليات الصدر.

 

أورام الرئة:

إن أورام الرئة تعد من أكثر الأورام انتشارا. و السبب الرئيس لتلك الأورام هو التدخين. و إذا تم اكتشاف الورم قبل انتشاره فيمكن استئصاله مع جزء من الرئة يحيط به. و يعتمد حجم الجزء الذي يجب استئصاله من الرئة على حجم الورم و مكانه و فحص وظائف التنفس الذي يجرى للمريض قبل العملية.

 

التهابات الصدر:

 قد تؤدي التهابات الرئة الشديدة إلى تجمع صديد داخل تجويف الغشاء البلوري. و في هذه الحالة يتم بزل الصديد عن طريق تركيب أنبوب خلال جدار الصدر. و قد يتسبب الالتهاب في حدوث التصاقات شديدة داخل الصدر مما يعيق امتلاء الرئة بالهواء. و في هذه الحالة يتم إجراء عملية تقشير للرئة.

و يحدث أحيانا أن يكون هناك إلتهابا داخل الرئة. و يكون هذا الالتهاب على شكل خراج أو يكون التهابا مزمنا داخل شعب هوائية متسعة. و الكثير من هذه الحالات يمكن علاجها تحفظيا و يتم إجراء عملية لاستئصال الجزء الملتهب إذا فشل العلاج التحفظي.

 

المريء:

أهم أعراض أمراض المريء هي صعوبة البلع، و يتم تشخيص أمراضه بواسطة منظار المريء و الأشعة بالصبغة. و رغم أن بعض عمليات المريء يمكن إجراءها عن طريق فتح البطن و الرقبة، إلا أن الكثير من عمليات المريء تتطلب فتح الصدر. و في بعض حالات أورام المريء يتم فتح البطن و الصدر، حيث يتم استئصال الورم و رفع المعدة إلى الصدر و خياطتها بالجزء المتبقي من المريء. و من عمليات المريء الأخرى التي يمكن إجراءها عن طريق فتح الصدر عملية إصلاح فتق المعدة و عملية إصلاح ضيق الفتحة الفؤادية.

 

إصابات الصدر:

قد تؤدي إصابات الصدر الشديدة إلى نزيف داخل تجويف الغشاء البلوري، و قد يصاحب هذا النزيف بتسرب الهواء من الرئة و انكماشها. و عند تشخيص النزيف أو انكماش الرئة يتم تركيب أنبوب خلال جدار الصدر. و إذا زادت كمية الدم الذي يخرج خلال الأنبوب عن حد معين، يتم إجراء عملية استكشاف لإيجاد مصدر النزيف و إيقافه. و يتم كذلك إجراء عملية استكشاف عند الشك في إصابة القلب. و في بعض الحالات يحتاج المصاب إلى عملية فتح للصدر بعد الإصابة بفترة. و يحدث هذا عندما يسبب الدم المتجلط التصاقات تعيق الرئة عن التنفس، كما يحدث أيضا في حالات قطع الحجاب الحاجز التي لم يتم تشخيصها وقت حدوث الإصابة.

 

أكياس الرئة الهوائية:

توجد عند بعض الأشخاص أكياس هوائية على سطح الرئة. و قد ينفجر أحد هذه الأكياس مسببا تسرب للهواء من الرئة و انكماشها. و يكون العلاج في هذه الحالة تركيب أنبوب صدر و تركه حتى تعود الرئة إلى طبيعتها. و عند تكرار هذا الأمر ينصح بعمل عملية لإغلاق هذه الأكياس. و يمكن إجراء العملية بواسطة منظار الصدر في بعض الحالات.

 

العصب السيمباثاوي:

يعاني بعض الأشخاص من الزيادة المفرطة في عرق راحة اليد. و تتحسن هذه الحالة كثيرا عند إجراء عملية بواسطة منظار الصدر لقطع العصب السيمباثاوي.

 

نقل الرئة:

إن عملية نقل الرئة تعتبر الحل الأخير لمساعدة مرضى الفشل الرئوي. و يتم وضع المرضى على قائمة انتظار طبقا لحالة كل مريض. و تؤخذ الرئة من متبرع بعد التأكد من وفاته الإكلينيكية (وفاة جذع المخ)، و كذلك التأكد من صلاحيته للتبرع. و يمكن في بعض الحالات الاكتفاء بزرع رئة واحدة، و لكن في أكثر الأحوال يفضل زرع الرئتين. و بعد العملية يحتاج المريض إلى أدوية مثبطة للمناعة للوقاية من رفض الجسم للرئة الجديدة.

 

عمليات الصدر الأخرى:

في جدار الصدر و داخل تجويف الصدر يوجد العديد من الأنسجة التي قد تنشأ عنها أورام تحتاج إلى التدخل الجراحي لاستئصالها. و من الأمثلة الهامة في هذا المجال أورام الغدة الثيموسية، و هي تقع خلف الجزء العلوي لعظمة القص. و ترتبط أورام هذه الغدة في كثير من الأحيان بمرض ضعف العضلات فتتحسن أعراض المرض عند استئصال الغدة الثيموسية. و في الكثير من الأحيان كذلك تتحسن أعراض مرض ضعف العضلات عند استئصال الغدة الثيموسية الغير مصابة بأي ورم.